الآداب واﻷخلاقيات

كلمة السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي

السيّدات والسادة أعضاء الأسرة الجامعية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

يسعدنا أن نضع بين أيديكم الصفحة الشبكاتية لمجلس آداب وأخلاقيات المهنة الجامعية.

فمن الأهداف المهمة جدا والضرورية المرجوَّة من جعل هذه الصفحة في المتناول، هو تمكين أعضاء الأسرة الجامعية من معرفة حقوقها وواجباتها، والاطلاع على النصوص والقوانين ذات الصلة بالآداب والأخلاقيات الجامعية، والاستفادة منها، واجتناب كل الممارسات، عن قصد أو غير قصدـ، التي من شأنها تقديم صورة غير لائقة بمؤسساتنا، والتي لا تشرّف أعضاء الأسرة الجامعية، ومن ثمَّ السّعي للوصول إلى خلق جوّ جامعي يعيد الاعتبار لمؤسسة التعليم العالي الجزائرية.

لقد ارتأينا من الضَّروري، في ضوء الابتكارات التي أدخلتها قوانين التوجيه على التعليم العالي والبحث العلمي، إدخال تعديلاتٍ على مهام المجلس الوطني، وتكملتها باستصدار القرار رقم 991 بتاريخ 10 ديسمبر 2021 باستحداث لجان محلّية على مستوى المؤسسات الجامعية والبحثية، ومراجعة ميثاق المجلس لسنة 2010  وإثرائه عبر إعداد ميثاق جديد للمجلس سنة  2020، مرفوقًا بتعهُّدين أحدهما للموظّفين بأسلاكهم المختلفة والآخر للطّلبة، ومراجعة القرار المتعلق بالسرقة العلمية لسنة 2016 وإثرائه باستصدار القرار رقم 1082 بتاريخ 27 ديسمبر 2020.

كلّنا مدركون أهمّية الاستاذ الجامعي ومكانته، والدّور الذي يجب أن يؤدّيه لمنح الجامعة الجزائرية ما يليق بها من دورٍ تجاه الوطن وخارجه، وكذلك دور كلّ أعضاء الأسرة الجامعية، ومهمّة أعضاء المجلس واللجان المحلّية، تتمثّل أساسا في تشخيص الحالات السلبية التي علقت بجامعاتنا ومعالجتها، وتحسين صورتها لدى المجتمع لكسب ثقته وبالتالي الأمل في دعمها.

تؤدّي هذه الصفحة من الناحية العملية دور الإعلام والتنوير للأسرة الجامعية بالمساهمة الهامة والتدابير الملموسة المتَّخذة لتحديث المعطيات حول الآداب والأخلاقيات الجامعية، والتي ستمتدُّ إلى حالاتٍ لا حصر لها في الميدان، ممَّا يجعل من الممكن تجنُّب الكثير من الانحرافات، كما سيتمُّ عرض مختلف الأنشطة ذات الصّلة وأهمّها في هذه الصّفحة.

لقد قام مجلس آداب وأخلاقيات المهنة الجامعية بإنجازاتٍ عدّة (بعضها بالتنسيق مع الندوات الجهوية للجامعات) منذ تنصيب تشكيلته الجديدة في أكتوبر 2019 إلى اليوم، من ضمنها:

إعداد النظام الداخلي للمجلس، ومراجعة ميثاق الآداب والأخلاقيات لسنة 2010، وتقديم مشروع لمراجعة المرسوم التنفيذي المتعلّق بالمجلس لسنة 2004، وإعداد وثيقة عن الجامعة والمجتمع، وإعداد قرار وزاري لاستحداث اللجان المحلية على مستوى مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، ووضع قواعد للوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها، فضلا عن إعداد استبيان عن الحالة الراهنة لآداب وأخلاقيات المهنة الجامعية.

كما تمَّ، بالتوجيه من المجلس وبالتنسيق مع لجان من الخبراء من الندوات الجهوية للجامعات، إنجاز ما يلي:

أ – مع الندوة الجهوية لجامعات الغرب (CRUO): إنجاز تطبيق رقمي على نظام الأندرويد حول تخصيص النصوص التربوية التنظيمية المتعلقة بآداب وأخلاقيات المهنة الجامعية لاستعماله من طرف الطّلبة والأساتذة.

ب – مع الندوة الجهوية لجامعات الوسط (CRUC): درس مشترك حول الآداب والأخلاقيات الجامعية، طلبة الليسانس والماستر والدّكتوراه، وهو درس يتمُّ تقديمه عبر الأنترنيت.

ج – مع الندوة الجهوية لجامعات الشرق (CRUE): تطبيق رقمي على نظام الأندرويد مخصّص للوقاية من السرقات العلمية ومكافحتها، موجّه للطّلبة والأساتذة.

إنَّ مسؤولية إعطاء الصورة التي تستحقّها جامعاتنا لتتبوَّأ مكانتها ضمن الدّول المتحضّرة ملقاةٌ على عاتق الجميع. وأنا متأكّدٌ، بفضل توفّر الإرادة لديكم وتكاثف جهودكم، ونظرا لما يمتلكه القطاع من كفاءات وإمكانات مادية وبشرية هائلة، سنبلغ في وقت قياسي بمؤسساتنا الجامعية المكانة التي تستحقّها بين الجامعات المرموقة. لذلك، فإنّي أدعوكم جميعا للعمل من أجل خير مؤسّساتنا ومستقبل أجيالنا، وأعدكم أنَّني لا أدّخر أيّ جهدٍ في دعمكم لتحقيق ذلك.

وفي الختام، لا يسعني سوى تهنئة أعضاء المجلس على ما أنجزوه خلال هذه الفترة القصيرة، ولا يفوتني تهنئة رؤساء اللجان المحلية على اختيارهم القيام بهذه المهمَّة النبيلة، وإنّي أرجو لهم جميعا التوفيق وسداد الرّأي، وتحية موصولة إلى كلّ الساهرين حاليا على المتابعة لإنجاح العملية.